Translate

Wednesday, March 13, 2013

حوجن

انعكاس على نافذة الطائرة : حوجن ، كوب شاي دافئ ، وتحليق في غياهب السحاب



حوجن ... حصلت على هذه الرواية للكاتب السعودي إبراهيم عباس من أحد أعضاء فريق يتخيلون ، ياسر بهجت ، كهدية في مؤتمر تيد أكتيف في كاليفورنيا ، واكملت معظمها في طريق عودتي إلى مدينتي في أوهايو بين المطارات والطائرات .. مريحٌ كان اسلوب السرد الخفيف واللغة السهلة ، حتى أن بعض كلمات اللهجة الحجازية  المستخدمة في حوارات الرواية ، والغير مألوفة لدي ، لم تقف عائقا في فهمي بل وصل معناها في سياق الحديث وجعلني اضيف هذه الكلمات إلى قاموسي الفكري للهجات العربية ... اتحفظ قليلا على استخدام بعض الجمل الانجليزية بحروف عربية و من غير ترجمة لها رغم قلتها ... مثل عبارة البرين كانسر. 

امتعني الخيال والابحار فيه من تفاعل الجن مع التكنولوجيا وغيره في الكثير من المواقف ... لدرجة إني سمعتني اضحك عندما قال حوجن الجني لصديقه اياد الإنسي بكل توتر وتوسل " ادخل الفيسبوك عشان سوسن !" ... وكانت اول مرة يستخدم فيها الجني الفيس بوك.
في زوايا أخرى من الرواية وخاصة في نصفها الأخير لم استسغ عندما تحولت الأحداث كأنها فيلم أكشن تقليدي من ملاحقة ومطاردة بين السيارات وصراعات وتلاكم وثورة ، وانتصار الخير على الشر في لمح البصر،  وفاجأتني بعض تصرفات إياد المفترض أنه الإنسي الشهم ، مثل ركله لخصمه " الفاقد للوعي" ، ولكنه ، نعم ، ربما لايكون شهما كفاية فهو إنسان و بشر على كل حال ... 

  راقني الانتقاد للعادات والتقاليد البشرية من نظرة مخلوق من عالم آخر ... فيها من الوعظ والارشاد الغير مباشر الذي تحتاجه مجتمعاتنا العربية وبشدة ، وكوني قارئة من مجتمع غير سعودي ، والذي تناولته أحداث الرواية ، فإني أؤكد أن مشاكلنا الاجتماعية متشابهة جدا ومتطابقة إلى حد كبير ...  ورؤية بعض الكتاب العرب الجدد و محاولات اصلاحهم تصب جميعها في نفس المسعى واتفاقهم رغم عدم معرفتهم ببعضهم البعض يبعث على الأمل ..... فمجتمعاتنا العربية تحتاج الكثير الكثير من العمل وتوحد الجهود واتفاقها. 

حوجن ... حاولت أن تتجرد من الروايات التقليدية بأفكار مختلفة وقد نجحت في كثيرها ، وسقطت في التكرار في بعض منها ...

 ... حوجن ... محاولة جديدة  شيقة واعدة في عالم الرواية العربية 



متوفرة بنسخة ورقية على أمازون

ورقميا على سيبويه




No comments: