Translate

Monday, January 14, 2013

قُم سَحَراً وبُث له الشكوى


Dec 25th 2012, Fairborn Ohio


قال

 تعبتُ من ظلام ظلمٍ قد طغى
  
 يقظة الذهن ذهبت وهيمن السُهى

النفسُ اُرهقتْ وغلب الهوى

الروح تاهت وأرى الجسد خوى


قلت

رفقاً ، فلكل امرئ مانوى

لاعمل ضائع مع فالق الحب والنوى

العالم الأكبر فيك قد طَوى

قُم سَحَراً وبُث له الشكوى 

فِرَّ إليه ولن ترجع واهن عزوم أو خائر قوى


Sunday, January 6, 2013

" اجتماعياتي " ... رؤية للكتاب في سطور




"البداية …!!


هذه نهايتي ...


لي طلب قبل أن تنتهي من صفحتي هذه وتطوي حكاياتي ...

أن تعطيني لمن يمكن أن استمتع بصحبته معي بما في رواياتي ...
أكون لك شاكراإن متعتني مرة بعد مرة بتقليب ذكرياتي
شكرا لك  … "

تلك كانت مقتطفات مقتبسة من آخر صفحة في كتاب " اجتماعياتي " للمدون الليبي هشام بومدين الذي انتهيت من طي صفحاته لتوي ، هذه الكلمات في نهاية الكتاب تجعلك تتلمس روح المحبة اللطيفة التي سُكبت بين طياته ، والرغبة في العطاء ومد أواصر الخير من الكاتب إلى دفتي الكتاب لينتقل إلى القارئ ومن ثم إلى أهل القارئ ومعارفه وأصدقاءه وكل من رغب في مشاركته إياه
" اجتماعياتي " كطبعة أولى صدر مع نهاية 2012 وهو يتكون من 191 صفحة ، مرفق بقرص ليزري يُعرف بشخصية المدون ويقودك لبعض روابطه على الانترنت لتتعرف وتستمتع  بانتاج آخر له يحاكي انتاجه الكتابي .

فكرة تحويل مدونة إلكترونية إلى كتاب ليست الأولى من نوعها على مستوى الكتاب في العالم العربي  فقد بدأت في مصر بثلاث مدونات مصرية في ال2008  وهي " أرز باللبن لشخصين " لرحاب بسام ، و"عايزة اتجوز " لغادة عبد العال ، و" أما هذه فرقصتي أنا " لغادة محمد محمود ،  ثم انتقلت للجزائر في ال2011 مع مدونة  " عصام استوديو " لعصام حمود  ، وهاهي الفكرة تصل في ال2012 إلى ليبيا  وكانت مدونة اجتماعياتي لكاتبها هشام بومدين بكتاب يحمل نفس الاسم ، وقد تتشابه الأفكار لتشابه البشر حتى دون معرفة أحدهم بالآخر ، ولكن يظل لكلٍ طابعه ومنظوره الخاص به الذي يميز تجربته تميزا تاما عن غيره.


اجتماعياتي الكتاب كان له مذاقه المتفرد ابتداءاً من ذلك الايحاء الذي تعطيه أول الكلمات في بداياته حيث يخاطبك الكتاب وليس كاتبه ويشد معك الرحال عبر الصفحات بهذا الأسلوب حتى آخره . تنوع المحتوى  في الكتاب من مقالات ناقدة بطرحها الجرئ لحقائق مجتمعنا التي قد تكون أحيانا مُرة إلى حد الوجع ،   ماراً بالقصص القصيرة المحشوة بحلاوة الحِكَم والعِبَر في مختلف أوجه الحياة ، و من ثم  هنا وهناك تناثرت خواطر لإشراقات نفسية مضيئة ، مع استراحات   خفيفة بعبارات  تتكون من 140 حرف يبدو أنها مقتبسة من خواطر المدون من حسابه على موقع تويتر ، وهي فكرة أخرى مبتكرة تُحسب للكتاب ، وجدير بالذكر أيضاً أن الكتاب قد احتوى على مختارات من تدوينات الكاتب ولم يشملها جميعها.

هذا التنوع يروق لقارئة ملول مثلي فمع تقليب الصفحة وبداية موضوع جديد أرى تلك الطفلة بداخلي تتقافز وهي تجذب الأشرطة و الأغلفة الملونة عن الكلمات القادمة متسائلة ماذا تخفي ثنايا الأسطر الآتيةلم يلتزم الكتاب بقواعد اللغة المعروفة للكتاب التقليدي المرجعي ، وقد لايروق ذلك للبعض ولكني أراه أسلوباً متوقعاً لكتاب ذا أصل ومنشأ من التدوين الإلكتروني ، حيث قد تجد في ركن منه الفصحى متفردة بنفسها ، أو قد تكون الفصحى في انسجام تام مع العامية في ركن آخر أو يستضيفان معا مصطلح انجليزي الأحرف أو أجنبي معرب في أحيان أخرى ، وهذه المساحة من الحرية في الاستخدام هي ما تثري هذا النوع من الكتابات وتجعل لها صبغتها المختلفة والمتميزة .


تعودت عند قرائتي لمثل هذه الكتب المتعددة المقالات المفصولة تماما  في أفكارها عن بعضها أن لااتبع  ترتيب صفحات الكتاب بل اقلب عشوائيا حتى أكمله مستعينة بتقلبات مزاجي وملائمتها لعناوين المقالات في فهرس الكتاب ، ولكن كتاب اجتماعياتي أفلح أن ينزع هذه العادة  مني ، و شدني لكي استرسل  حسب الترتيب الذي أراده له كاتبه  حتى النهاية و يهيأ لي الآن أن متعته ربما لم تكن لتكون كما يجب إن فعلت غير ذلك .. وتبقى المواضيع الأكثر رونقا لي بين ما احتواه الكتاب ، دون انتقاص من قيمة غيرها ، هي تلك التي تشد انتباهي بأسلوب سردها القصصي من أول سطر فابحث معها وافكر مسترسلة ملتهمة الأحرف بينما تتسارع الإشارات العصبية المتبادلة بين خلايا دماغي حتى تكتمل الدائرة في النهاية وتظهر الصورة مكتملة بقرائتي لآخر سطر ، فتُفرِّج عني لهفة التسارع بضحكة قصيرة أو ابتسامة أو قد تفر من عيني دمعة يقظة ، واعطي مثال على ذلك تلك الأسطر المنظومة والمعنونة في الكتاب ب"مادورها؟ ". 


محتوى الكتاب بصفة رئيسية مع اختلاف اسلوب كتابة المواضيع هو اصلاح النفس وتهذيبها وصقل أدبها وخلقها ، دون تمييز ذكرا كانت أو أنثى ، وبها ربما يسعى الكاتب لمحاولة اصلاح مايقدر عليه فيما يحيط به كما تمليه عليه رؤيته . تناول السرد بعض المشاكل المعاشة  بتسليط المنظار عليها  وكأنها قد أُخذت لها صورة بعدسة ماكرو لترينا ثناياها المخبئة ومن ثم  في نهاية الموضوع إما أنك تجد رؤية واضحة مفصلة للحل حسب رأي الكاتب أو  قد تترك النهاية مفتوحة الأفق بتساؤل يقود القارئ لرؤية تأملية للحل المفروض أن يطبقه ولكننا نتجاهله ونغمض عنه الأعين لأسباب يجب علينا تجاوزها ، و اعتقد ان الكاتب قد افلح في ايصال هذه الرؤية لمن أراد أن يرى !


قراءة كتاب مثلاجتماعياتي " تبعث بالكثير من الأمل في ماينتظر العباد من أمر في هذه البلاد ، فوجود مادة من هذا النوع ذا النظرة الثاقبة الناقدة بطريقة ايجابية هو مايحتاجه أي منا ليعطي له رؤية ويقوده إلى كيف ومتى وأين يجب أن توجه الجهود وماهي الأولويات التي يجب أن نبدأ بها مع هذه الكومة الهائلة من الحطام المتراكم والمتوارث الذي يحيط بنا من كل جانب 


وأخيرا وكما اخبر "اجتماعياتي" … هذه هي البداية وكلنا أمل أنها فقط القطرة التي سيليها الغيث الغزير النافع … فالأرض تنادي والتربة عطشى ... دعائنا بالتوفيق للكتاب أولاً ، فالكتاب تصبح له شخصيته المتفردة عن كاتبه مذ لحظة اصداره ، ومن ثم لاننس مدوننا أيضا بدعوات لاستمرار التألق و التوفيق من الله في كل عمله و الإستزادة من نور الفهم الصحيح والنفع به ، أكرمه الله في الدنيا والآخرة وجزاه عنا كل خير …


ولاتنس ... لتقتني الكتاب وتطلع عليه إن لم تفعل بعد  ...


سَلِمتْ  ...